إلى الأبد
(1)
وإلى الأَبَدْ
يمضي بنا دَرْبُ الحياةِ
الحُلْوُ وَالْمُرُّ
الذي لسنا نُبالي أنَّنَا نمَْشِيهِ
أو يمَشي بِنا
ما دامَ أنَّ قلوبَنا
أغصانُ أشجارٍ
تَعَانَقَ نبضُها
وظلالُها انْثالَتْ على أَفياءِهِ
يَدَّاً بِيَدْ
(2)
وإلى الأَبَدْ
نَرْوِي سَواقي الحُبِّ في كُلِّ المدائِن ِ
نرسُمُ الأشواقَ
لوحاتٍ تُشِعُّ غرامَنا
في متحفِ ( اللُّوْفَرْ )
ويجري عشقُنا نافورةً
تنسابُ في ( فِرْسَايَ ) ،
نَشْعُرُ بالأسى ( لِلُوِيْسَ )
كيف يموتُ دونَ النَّهْلِ مِنْ يَنْبُوعِها
ونُطِلُّ مبهورَيْنِ من أحداقِ أطفال ٍ
إذا تُهدي إلينا ( سندرلاَّ )
وردة ً
في ( دِزْنِي لانْدْ ) ،
ويطيرُ قلبانا حماماً أبيضاً
في ساحة ِ( الطَّرَفِ الأَغَرِّ )
مُحلِّقَيْنِ ليستحيلَ بياضُنا
غَيْما ً ،
شِراعا ً لُؤْلُؤيّاً
في البُحيرةِ في ( جنيفْ )
نمضي إلى جُزُرِ الهوى
نمضي ...
ونمضي
ثُمَّ نرجَعُ نَخْلَتينِ
تُسَقَّيانِ ندى الجُذُورِ ،
كرامةَ الأجْداد ِ،
عِطْرَ الأرضِ
من مُزْنِ الرياضِ
خلاصةِ المُدُنِ ،
التي هبَّت نسائمُها
برائِحةِ الهوى
وبِشمسها
أذكَتْ فَتائِلَ عِشْقِنا
حتَّى اتَّقدْ
(3)
وإلى الأَبَدْ
تبقينَ أُغْنِيَةَ الحياةِ
العَذْبَةَ الألحانِ
والكَلِمَاتْ
تبقى حياتي
دونَ عزفِ نِدائِك ِ
الصمتَ الذي يجثو على صدرِ المآتمِ ،
وَحْدَتي رُغْمَ الحُشود ِ
بدونِ أورْكِسْتْرا حديثِك ِ
كيفِ أهربُ من نَشَازِ الكائناتِ ،
النَّاس ِ،
والأشياء ِ مِنْ حَوْلي
إلى مُدُنِ السَّعادةِ ،
كيفَ أسترخي
على كفِّ البَراءَةِ
مِثْلَما تَرْتاحُ بَسْمَاتُ الطُّفُولَةِ
مثلَ قَطْراتِ النَّدى
في وَرْدِ خَدْ
(4)
وإلى الأَبَدْ
تَبْقَيْنَ أنتِ أميرتي
كُلُّ التماثيل التي حَولي
ظِلالٌ
فوقَ أغلفةِ المَجَلاَّتِ المشاعَةِ ،
بعضُ أزهار ٍ من الوَرَقِ المُقَوَّى
ليسَ فيها رَوْنَقُ الوردِ الذي ترمينَ
حينَ يَمُرُّ طَيْفُكْ
لا ،
ولا عَبَقُ البنفسجة ِ
التي تنمو بقلبي
حينَ تبتسمينَ ...
أنتِ أميرتي
وسِواكِ عندي
لا أَحَدْ
(5)
وإلى الأَبَدْ
نَمْشِيْ مَعَا ً دربَ الحياة ِ
إلى الحياةْ
نَمْشِيْ مَعَا ً
حتى نَصِيْرَ عَجائِزاً
نَحْكي إلى الأطْيارِ في عُشْبِ الحدائقِ حُبَّنا
و نَقُصُّ للأحفادِ فِلْمَ الذِّكرياتْ
كي نَستعيدَ الدَّهشةَ الأولى ،
نداواتِ البدايةِ ،
رعشةَ القَلْبِ
الذي غنَّتْ حناياهُ
" أُحِبُّكِ "
في فضاءِ الوقتِ ،
في قلبِ القصائِدِ ،
في ثنايا هذهِ الأبياتِ ،
في نبضِ العَجُوزَينِ
اللَّذَيْنِ يؤرجِحانِ يَدَيْهِما
في فَيءِ أشجارِ الطَّريقِ
اللانهائيِّ الظِّلالِ
يَدَاً بِيَدْ